Call of Hope

The message of the Bible
Search

تفاسير كتابية

لا نعرف عن ناحوم إلا المذكور بنبوته ولا نعرف وطنه القوش. قال أحد آباء الكنيسة في القرن الرابع بعد المسيح «إن ناحوم كان من القوش وراء بيت جبر من سبط شمعون» وبيت جبر هي بيت جبرين الحالية إلى جهة الجنوب الغربي من أورشليم وعلى بعد نحو ٢٥ ميلاً منها. وتاريخ النبوة هو بين ٦٢٥ و٦١٠ ق م ونبوة ناحوم تشبه نبوة يونان بما أن موضوعها نينوى وتختلف عنها لأن ليس فيها شيء من الرحمة نحو نينوى. وخطايا نينوى المذكورة في نبوة يونان هي الخطايا المذكورة في نبوة ناحوم. وكانت نينوى عاصمة مملكة أشور وهي مدينة عظيمة على ضفة نهر دجلة قبالة الموصل الحالية. وملوك أشور المذكورون في الكتاب هم فول وتغلث فلاسر وشملناسر وسرجون وسنحاريب وأسرحدون واسم الملك الأخير سنشار شكن وباليونانية سراقس وفي أيامه قام عليه الماديون فحاصروا مدينة نينوى ثلاث سنين ولم يقدروا عليها بسبب علو أسوراها ومتانتها وبالآخر فاضت مياه نهر دجلة وطمت وجرفت جانباً من الأسوار وسقطت المدينة وقيل أن الملك سراقس لما أيقن هلاكه جمع نساءه في قصره وشب فيه النار فاحترقن جميعهن وكان ذلك نحو سنة ٦٠٧ ق م وانتقلت السلطة إلى بابل وفي القرن التاسع عشر اكتشف بعض العلماء آثار نينوى فوجدوا تماثيل وصوراً كثيرة وكتابات تاريخية. والبعض من هذه التماثيل تشخص حيوانات مركبة من جسم ثور وجناحي نسر ورأس إنسان فتشير إلى القوة والسرعة والفهم. وتُذكر بهذه الكتابات أمور كثيرة توافق أخبار الكتاب المقدس وتساعد في تفسيره.
لا نعرف عن حبقوق شيئاً غير المذكور في نبوته. ومعنى الاسم «المعانق» لأنه كان كيعقوب يصارع الله بالصلاة. والنبوة على سبيل محاورة فيتكلم النبي ثم يجاوبه الرب. ويُظن أنه كان لاوياً وله خدمة التسبيح في الهيكل بناء على ما ورد في ٣: ١٩ «لِرَئِيسِ ٱلْمُغَنِّينَ عَلَى آلاَتِي» والأرجح أنه تنبأ في ملك يهوياقيم وقبل سقوط أورشليم بنحو ١٥ سنة. وفي إرميا ص ٢٢ وصف أحوال مملكة يهوذا الروحية والأدبية وأعمال الملك الشريرة. قيل في إرميا ٢٢: ١٣ - ١٨ إنه بنى بيته بغير عدل وعلاليه بغير حق واستخدم صاحبه مجاناً ولم يعطه أجرته فإنه بنى لنفسه بيتاً وسيعاً وعيناه وقلبه ليست إلا على الخطف والدم الزكي ليسفكه وعلى الاغتصاب والظلم. وكما كان الملك هكذا كان عظماءه الظالمون. ومضمون النبوة يدل على أنها كانت قبل قدوم الكلدانيين بمدة قليلة (١: ٦) وموضوع السفر الأساسي مذكور في ٢: ٤ «ٱلْبَارُّ بِإِيمَانِهِ يَحْيَا». بحث النبي في سلامة الأشرار وأتعاب الصالحين. وبعدما عجز عن معرفة هذا السر التجأ إلى الرب فوجد مطلوبه بإيمانه «فَإِنِّي أَبْتَهِجُ بِٱلرَّبِّ وَأَفْرَحُ بِإِلٰهِ خَلاَصِي» (٣: ١٨).
معنى الاسم صفنيا «يستره يهوه» وبخلاف العادة في الأنبياء فإن سلسلة نسبه مذكورة إلى الجيل الرابع والمظنون أن الغاية من ذلك البيان بأنه من نسل الملك حزقيا. وتنبأ في أيام يوشيا. كان يوشيا ابن ثماني سنين حين ملك وفي السنة الثامنة من ملكه ابتدأ يطلب الرب وفي السنة الثانية عشرة ابتدأ يطهر يهوذا وأورشليم من نجاسات عبادة الأصنام. وصفنيا يذكر بقية البعل (١: ٤) والساجدين على السطوح لجند السماء والحالفين بملكوم فالأرجح أنه تنبأ قبل ما ابتدأ يوشيا في إصلاح المملكة أي قبل السنة الثانية عشرة. والنبي يذكر بالاختصار أحكام الله من أيامه إلى انقضاء الدهر وكلامه الافتتاحي مبني على حادثة الطوفان (تكوين ٦: ٧) «أَمْحُو عَنْ وَجْهِ ٱلأَرْضِ ٱلإِنْسَانَ ٱلَّذِي خَلَقْتُهُ: ٱلإِنْسَانَ مَعَ بَهَائِمَ الخ» ويشير إلى اليوم الأخير (٢بطرس ٣: ١٠) «تَنْحَلُّ ٱلْعَنَاصِرُ مُحْتَرِقَةً، وَتَحْتَرِقُ ٱلأَرْضُ وَٱلْمَصْنُوعَاتُ ٱلَّتِي فِيهَا» وقول المسيح (متّى ١٣: ١٤) «يَجْمَعُونَ مِنْ مَلَكُوتِهِ جَمِيعَ ٱلْمَعَاثِرِ وَفَاعِلِي ٱلإِثْمِ» و«المعاثر مع الأشرار» أي الأوثان والساجدين لها. ويبتدئ النبي من يهوذا وأورشليم (ع ٤) (انظر إرميا ٢٥: ١٧ - ٢٩) حيث النبي إرميا سقى الأمم من كأس سخط الرب مبتدئاً من أورشليم.
بعد رجوع اليهود من سبي بابل كان ثلاثة أنبياء وهم حجي وزكريا وملاخي ولعل حجي كان متقدماً في العمر بتاريخ نبوته لأنه في (2: 3) يذكر الهيكل الأول الذي هدم قبل تاريخ النبوة بنحو 66 سنة. ومن أول النبوة إلى آخرها مدة نحو أربعة أشهر (1: 1 و2: 10 و20). وابتدأ زكريا في خدمته قبلما انتهي حجي. ولا شك أن حجي تكلم وعلّم أموراً كثيرة غير المذكورة في نبوته هذه المختصرة. ونَفَسه نَفَس واعظ وليس نَفَس شاعر وغايته أن يحرّض الشعب على بناء الهيكل. كان نداء كورش من جهة رجوع اليهود من بابل إلى بلادهم في سنة 537. ولم يرجع جميعهم بل بقي أكثرهم في مملكة بابل حيث كان لهم بيوت وجنات وولد لهم بنون وبنات وجمعوا مالاً (انظر إرميا 29: 5 - 7) وعدد الذين رجعوا كان 42360 (انظر عزرا 2: 1 - 70) ولم يكونوا فقراء وأكثرهم من سبطي يهوذا وبنيامين. وكان لهم رئيس ملة شيشبصر ورئيس روحي يهوشع.
معنى الاسم زكريا من يذكره الله. وفي العهد القديم ٢٩ شخصاً بهذا الاسم. وأتى جده عدو من بابل مع زربابل (نحميا ١٢: ٤ - ٦) والأرجح أن أباه برخيا مات شاباً ولم يتقلد وظيفة كاهن. وزكريا وحجي حرّضا الشعب على بناء بيت الرب (انظر عزرا ٥: ١ و٦: ١٤) (انظر تفسير حجي ١: ١). زكريا هذا ليس المذكور في (٢أيام ٢٤: ٢٠ - ٢٣ وفي متّى ٢٣: ٣٥) والأرجح أن القول «ابن برخيا» في (متّى ٢٣: ٣٥) ليس بالأصل بل هو زيادة تفسيرية من ناسخ. وتقسم نبوة زكريا إلى ثلاثة أقسام (١) رؤى (ص ١ - ٦) (٢) جواب النبي على أسئلة من الشعب (ص ٧ و٨) (٣) ذكر بعض الأمم الذين يقاومون شعب الله وغلبة شعب الله عليهم وإقامة ملكوت المسيح. و(الأصحاحات ٩ - ١٤) تختلف عما سبقها فيظن كثيرون من أحسن المفسرين أنها من مؤلف آخر وكُتبت بعد زمان زكريا. سيأتي كلام في ذلك في تفسير الأصحاح التاسع.
لا نعرف عن ملاخي إلا المذكور في نبوته ولا يوجد غيره بهذا الاسم في العهد القديم وربما ملاخي اختصار ملاخيا أي ملاك الرب أو مرسل الرب. ع ٣: ١ «هَئَنَذَا أُرْسِلُ مَلاَكِي» فيظن البعض أن كاتب هذا السفر نبي مجهول اسمه ومعنى عنوان السفر «وحي كلمة الرب لإسرائيل عن يد من دعاه الرب مرسلي». وتقليد بعض اليهود أن عزرا هو الكاتب ومضمون السفر ونفسه يوافقان هذا الرأي ولكن لا يثبتانه.